زمن الحرب: الخَيارات المُدَمِّرة والرّهانات المُرتَهَنة
في تصريح للدكتور بيار يونس، عضو المجلس السياسي في حزب الوطنيين الأحرار:
في هذا الزمن القاتم، يقف لبنان على حافة الانهيار الكامل، وقد أوصلتنا إلى هذه اللحظة خدعة عميقة ارتكبها كل من اختارطريق “اللادولة” ونهج ”اللامؤسسات”،
هؤلاء هم الذين باعوا سيادة الوطن وكرامته، وأغرقوه في مستنقع المَحَاور والارتهان لقوى خارجية تتاجر بمصائر الشعوب،ومستعينين بسلاحٍ ادعوا أنه “سلاح إلهي”، لكنه لم يستطع أن يحمي أحداً من التشريد أو يحفظ منزلاً من التدمير.
كل من دعم هذا المسار المخزي، من أيّد ووقف حليفاً، ومن ركع ذمياً خانعاً، ومن صدح بوقاً على المنابر والمنصّات الإعلامية،ومن صفّق وهتف، هو شريك في هذا الدمار الذي يطال الوطن وأبناءه، وكل ذلك لخدمة مشاريع خارجية حولت لبنان إلىمسرح لتصفية الحسابات، ولم تقدّم إلّا المزيد من المآسي والخراب.
هؤلاء المنافقون، بحلفائهم ومؤيديهم وأبواقهم والمصفّقين لهم، يتحملون وزر كل منزل مدمّر، وكل عائلة مشرّدة، وكل مستقبلتحطّم. إنهم المسؤولون عن تفكيك مؤسسات الدولة وتعطيل حياتها، والدمار الذي يطال اللبنانيين في حياتهم، وفي أمنهم، وفيأرزاقهم، وفي أبسط حقوقهم.
لا مكان لهؤلاء بين من يسعى إلى إعادة بناء لبنان،
ولا يمكن لأي ادعاء بالبراءة أو التضليل أو الإرتداد بعد فترة طويلة من المنفعة ومن الإمساك بالسلطة أن يمحي مسؤوليتهم منأذهاننا.
إنهم عبء على الوطن، وستظل أفعالهم ونتائجها الكارثية موثّقة في سجل التاريخ.
لن يسامحهم الشعب، ولن يرحمهم الوطن الذي طعنوه في قلبه,
هذا الوطن الذي لا يمكن أن يكون إلّا محايداً في الخارج ومعتدلاً في الداخل، ولا يمكن أن يكون شريكاً أو طرفاً في أيخلافات بين الدول دون أن يتعرّض للتمزّق والإنحلال والإنتحار الجماعي.