مراد : اتُّهمت بالتطرّف، ومرحباً به إن كان التطرّف دفاعًا عن وجودنا
تحت عنوان “الفرصة الأخيرة”، وفي الذكرى العاشرة لإطلاق المؤتمر الدائم للفدرالية، كان لرئيس حزب “الإتّحاد السرياني العالمي” الأستاذ ابراهيم مراد كلمة أكد فيها أنه آن الأوان ليتمكّن أبناؤنا من العيش بكرامتهم وليستطيع كل مكوّن من المكوّنات اللبنانية ممارسة حضارته وثقافته وحرّيته بعدما اتُّهِمنا على مرّ السنين بالترويج للتقسيم، فيما كنا نحاول إقناع الفرقاء والرأي العام بأن الفدرالية هو نظام اتّحادي وليس تقسيمي كما حاول فريق الممانعة والعملاء زرعه في عقول الناس، وسنكمل المسيرة لمحاولة إيجاد حلول للمستقبل”.
في مستهل كلمته سأل مراد: “استهلّينا لقاءنا بالنشيد الوطني و”كلّنا للوطن” فهل صحيح أنّه كلّنا للوطن؟”.
أضاف: “بالطبع لا فليس الجميع لهذا الوطن، بل هناك من كان لوطن جمال عبد الناصر، ووطن ياسر عرفات، ووطن حافظ الأسد، ووطن الخميني والخامينئي”.
وتابع “اتُّهمت بالتطرّف، ومرحباً به إن كان التطرّف دفاعاً عن وجودنا وعن الحقيقة”، مشيراً إلى أنّ السياديّين وحدهم تنطبق عليهم مقولة “كلّنا للوطن”.
ولفت مراد إلى أنّ “مقياس لبنانيّة كل لبناني هو مدى انتمائه إلى لبنان، بغضّ النظر عن الطائفة أو المذهب”، مردفاً: “ثقافتنا وأخلاقنا وتعاليمنا الدينيّة المسيحيّة تدعونا إلى محبّة الآخر والتحلّي بالصدق في التعامل معه” ولذلك أقول: نزفض أن يتكرّر، كل 15 سنة، ما حدث في السابق عندما قرّر البعض الإنضمام إلى الوحدة العربية في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي ثار ضدّ الرئيس كميل شمعون عن غير حق، في مساندة دول خارجية وعقائد لا تمتّ للبنان بصلة بسبب الإنتماء القومي والديني لبعض الطوائف. وبعدها، إعتُبرت المنظمات الفلسطينية جيش المسلمين في لبنان، وجاء من بعدها من نادى “بأمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” يمثّلها حافظ الأسد وجيشه، الذين دمّروا لبنان وفتكوا به، وخرجوا على جثث رؤساء وقياديّين ومقاومين وسياديّين لبنانيين، وسلّموا محور الإرهاب والشر والتطرّف، محور إيران المتمثّل بميليشيا “حزب الله” الإرهابية التي جرّت البلد إلى ما نشهده اليوم”.
وتابع مراد: “نحن لا نقول إلّا الحقيقة، فقول الحقيقة وحده يتيح لنا الوصول إلى مستقبل مشّرف يضمن لنا العيش بحرّيتنا وكرامتنا. ونحن حتما لا نشمت إنما نخاف على الشعب المدني المغلوب على أمره جراء قيام قيادات الإرهاب ومسؤوليه بتخزين أسلحة دمارهم وصواريخهم بين منازل المدنيين العزّل، مُعيدين لبنان إلى عصور الجاهليّة”.
وأوضح: “حالياً، يجري في لبنان تطبيق ال 1559 الذي لطالما نادينا بتطبيقه ومعنا بعض المجموعات منذ العامين 2005 و 2006، ومنذ ذلك الوقت ونحن نناضل كي يوقّع النواب والوزراء السياديّون وثيقة في الأمم المتحدة من أجل أن يدخل حيّز التنفيذ، وها هو القرار 1559 يُنفَّذ اليوم بدعمٍ دولي، لكن علينا التحلي بالصبر فقريباً جدّاً سيتحرّر بلدنا من الإرهاب وسيصبح الجيش اللبناني وحده حامياً للبنان وشعبه”.
ورأى مراد أنّه “لا ينبغي التسرّع الآن بملء الشغور في رئاسة الجمهورية، بل أولاً نزع السلاح الغير شرعي من ميليشيا الإرهاب، والذهاب لتشكيل حكومة سياديّة إستقلالية، لنتمكن بعدها من انتخاب رئيس سيادي إستقلالي يشبه نضالنا ومسيرة شهدائنا، فدماء أبطالنا لم ولن تذهب هدراً. أما نحن من أطلقوا علينا تسمية “الفدراليين”، نريد وطناً ودولة يعيش أبناؤنا في كنفها بكرامة ولا يعانون معاناتنا، فننتهي من الإرهاب ومن كل مكوّن يستقوي علينا بالخارج وبرفع الأصبع، وسنكمل مع الرفاق بالدفاع عن المطالبة بإقامة نظام فدرالي في لبنان، الذي لم يعد كافياً، وعلينا أن نجلس معاً للتفكير، كي لا يتكرّر ما حدث كل 15 سنة، ونعمل لأن يكون لكلّ مكوّن كيانه، فنُطبّق الكونفدرالية لاحقاً لنعيش بأمان وسلام، كونها هي الحل، ذلك إذا أردنا ألّا يتكرّر سيناريو استقواء أي طائفة وولاؤها الديني وانتماؤها الخارج على سائر الطوائف والمكوّنات فتكون لكل مكوّن لبناني دولته، لنعيش بألفة ومحبة ونلتقي، ونتنافس حضارياً”.
وفي الختام، شكر مراد كل “الرفاق الفدراليين” على نضالهم الطويل وعلى كل جهد بذلوه، واضعين ذواتهم في “فوّهة المدفع”، متلقّين تهم الخيانة والعمالة، وتسمية “الصهاينة”، وقال: “عافاكم الله إذ لم يذهب تعبكم سدىً، ومن الآن حتى الإنتهاء من تنفيذ ال 1559، والانتهاء من حفنة المجرمين، سيتركّز نضالي وكل جهد من أجل تأسيس “جمهورية جبل لبنان ” الحرّة، عشتم وعاش لبنان”.