اخبار يومية

خمسون عامًا على نار الحرب: ذاكرة المجد والتضحية في درب الوطن

“خمسون عاماً على نار الحرب: ذاكرة المجد والتضحية في درب الوطن”.

بقلم الدكتور بيار يونس عضو المجلس السياسي في حزب الوطنيين الأحرار، في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب اللبنانية في 13 نيسان 1975.

في مثل هذا اليوم من خمسين عاماً، انطلقت شرارة الحرب اللبنانية، فغرقت البلاد في أتون صراعٍ دمّر الأرض وشرذم النسيج الوطني، وخطّ في ذاكرة اللبنانيين صفحات من الألم والبطولة في آنٍ معاً. وها نحن اليوم، في الذكرى الخمسين، نقف وقفة تأمل ومسؤولية، نستذكر فيها المآسي لنستلهم منها العبر، ونسترجع المواقف الوطنية الأصيلة التي صنعتها قوى مؤمنة بلبنان الحرّ السيّد المستقل.

من بين تلك القوى، برز حزب الوطنيين الأحرار وذراعه العسكرية نمور الأحرار، وعلى رأسهم الرئيس النمر كميل شمعون، والقائد النمر داني شمعون، فكانوا في طليعة المدافعين عن لبنان الرسالة، لبنان التعددية والانفتاح، لبنان الذي أردناه وطناً نهائياً لجميع أبنائه.

لم يكن دفاع الحزب نابعاً من نزعةٍ فئوية أو طائفية، بل من إيمان عميق بجوهر الكيان اللبناني، وهويته الحضارية القائمة على الفكر والحرية.

قدّم الأحرار تضحيات جساماً في سبيل الحفاظ على وحدة الأرض وسيادة الدولة. واجهوا محاولات الهيمنة وكسر التوازن الوطني، ورفضوا منطق الدويلات داخل الدولة، وتمسّكوا بالمؤسسات الشرعية كمرجعية وحيدة لحكم لبنان.

خاضوا المعارك ليس حباً بالحرب، بل دفاعاً عن كرامة وطنٍ كان يُراد له أن يسقط في أيدي مشاريع خارجية لا تشبهه.

نمور الأحرار، بأجسادهم ودمائهم، حموا قرى وبلدات، وصمدوا في وجه الاعتداءات، وكانوا صمّام أمان في مراحل كانت الدولة فيها غائبة أو مغيّبة. لا ننسى شهداءهم، ولا ننسى المقاومين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن قضية سامية، ووقفوا بوجه آلة القتل والتدمير ليحفظوا هوية لبنان التي لا تشبه إلا ذاتها.

واليوم، بعد نصف قرن، نقول: كفى حروباً عبثية. كفى تمزيقاً لذاكرة الوطن. آن الأوان لبناء دولة حقيقية، دولة عادلة قوية، تعترف بتضحيات الأوفياء، وتطوي صفحة الألم دون أن تمحو التاريخ. آن الأوان لمصالحة وطنية قائمة على الحقيقة والعدالة، تحفظ كرامة الشهداء وتصون مستقبل الأجيال.

تحية إكبار لحزب الوطنيين الأحرار، ولنمور الأحرار، ولجميع من حملوا لواء الدفاع عن لبنان في وجه الفوضى والظلام. خمسون عاماً مضت، ولبنان لا يزال في حاجة إلى من يحبّه بالفعل، لا بالشعارات، وإلى من يؤمن به وطناً لا ساحة صراع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

aren