تحديّات الثقة بلبنان

كتب أمين التخطيط والتوجيه في حزب الوطنيين الأحرار، المحامي فؤاد الأسمر في الأحرار نيوز : تحديات الثقة بلبنان.

يمتلك لبنان جميع المؤهلات للنهوض من جديد والعودة بقوة على الخارطة الدولية.
فقد وهبه الله الموقع الجغرافي المميز والطبيعة الخلّابة والمناخ الاستثنائي والثروات المتنوعة، يضاف اليها طاقات أبنائه المقيمين والمنتشرين الضخمة، كل ذلك كفيل بالتعافي الاقتصادي السريع وانتعاش الحياة والازدهار، شرط توافر عنصر أساسي هو الثقة التي لا تتحقق إلا من خلال الأمن والقانون.
الأمن يعني توفير الأمان والسلام لكل إنسان وعلى كامل مساحة الوطن، ويعني أيضاً بالضرورة الأمن الاقتصادي من خلال ضبط الحدود ومنع التهريب والغاء الاقتصاد غير الشرعي ومكافحة شبكات الإجرام.
والقانون يعني احترام القوانين وتطويرها، ووجود قضاء كفوء، مستقل، نزيه وعادل، غير مرتهن، وأيضاً الالتزام بالشرعية الدولية وتطبيق قراراتها.
ان مصائب لبنان على مر تاريخه الحديث نشأت عن تفلّت السلاح غير الشرعي الذي دمّر الدولة وعلاقاتها والثقة بها، فلا احترام دولي ولا استثمارات ولا رساميل ولا قطاعات إنتاجية ولا حياة كريمة بظلّ هذا السلاح.
نحن اليوم في عهد جديد بقيادة شخصيتين استثنائيتين، القائد جوزف عون عماد مؤسسة الأمن والدفاع والذي اثبت كفاءاته على مختلف الصعد من قيادة وحكمة وحزم ونزاهة وتجرد، إلى الرئيس نواف سلام رجل القانون والعلم الذي شرّف المجتمع الدولي بفكره وقراراته، الأمر الذي يرسّخ الثقة بدولة الأمن والقانون والمؤسسات.
إنما في الوقت ذاته تشكّل عودة السلاح الميليشيوي إلى السلطة تقويضاً للثقة والتفافاً على خطاب القسم وضرباً لالتزامات لبنان الدولية.
فهل ينجح العهد بامتحان الثقة أم يقع في أفخاخ ورثة قوروش؟