اخبار يومية

تجمّع العشائر العربيّة : المطلوب حكومة للمستقبل، لا حكومة تستنسخ ممارسات الماضي.

أمام الواقع المأساوي الذي يعيشه لبنان، وفي ظل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي تسببت به الطبقة السياسية الحاكمة، يجد تجمع العشائر العربية نفسه أمام مسؤولية وطنية لمخاطبة دولةرئيس الحكومة المكلّف، والتأكيد على أن اللبنانيين لم يعودوا يحتملون إعادة إنتاج المنظومة نفسها التي أوصلت البلاد إلى الهاوية.إن لبنان بحاجة اليوم إلى حكومة تمثل آمال وتطلعات الشعب اللبناني، لا مطامع ومصالح القوى السياسية. المطلوب حكومة للمستقبل، لا حكومة تستنسخ ممارسات الماضي التي قامت على التحاصص ونهب مقدرات الدولة وتعطيل مؤسساتها. إن بناء الدولة يحتاج إلى رجال دولة، يلتزمون بالدستور والقوانين المرعية، ويعملون لإنقاذ لبنان من أزمته، وليس إلى شخصيات تعيد تكريس الفشل ذاته.لقد أثبتت التجربة أن هذه الطبقة السياسية لا راغبة، ولا قادرة، ولا لها مصلحة في الالتزام بأي مسار إصلاحي، فهي التي عطّلت الحلول، وعمّقت الأزمات، وأفرغت الدولة من مضمونها. وعليه، فإن تشكيل حكومة من خارج هذه المنظومة بات ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل. فإعادة التجربة بذات الأدوات، وانتظار نتائج مختلفة، هو ضرب من الجنون، لن يقبل به اللبنانيون بعد اليوم.إن انتخاب فخامة العماد جوزف عون رئيسا وتكليف الرئيس نواف سلام كسروا احتكار المشهد السياسي، واليوم، يجب أن تكون الحكومة على صورتهم: حكومة كفاءات مستقلة، منسجمة مع تطلعاتهم إلى غدٍ أفضل، وذات استراتيجية واضحة، تلتزم بثلاث شرعيات أساسية:1. الشرعية الوطنية: عبر الالتزام بالدستور والقوانين المرعية، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لاستعادة ثقة الشعب والمجتمع الدولي.2. الشرعية العربية: من خلال إعادة لبنان إلى نظام المصلحة العربية، بعيدًا عن سياسة المحاور التي أضرّت بمكانة لبنان وعلاقاته.3. الشرعية الدولية: عبر الالتزام بتطبيق كافة القرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701 والقرارات ذات الصلة، بما يضمن استقرار لبنان وسيادته.إننا في تجمع العشائر العربية، وإذ نثمّن المناقبية العالية التي يتمتع بها الرئيس نواف سلام، نؤكد على أهمية التزامه بالنصوص الدستورية، وتحقيق العدالة للمواطنين الذين ظلمتهم هذه الطبقة السياسية. ونأمل منه تشكيل حكومة تَرضي ضميره الوطني، وتحظى بثقة الشعب قبل ثقة مجلس النواب، لأن المجلس النيابي سيكون في مواجهة مباشرة مع الشعب اللبناني إن هو عرقل ولادة حكومة إنقاذ حقيقية.إننا نؤكد أن العشائر العربية ستكون السند والداعم لحكومةٍ مستقلة، وطنية، قادرة على انتشال لبنان من أزماته، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة لإعادة إنتاج منظومة الفشل والمحاصصة. فاللبنانيون يستحقون دولةً تحترم حقوقهم، وحكومةً تعيد لهم الأمل بالمستقبل، وهذا ما سنناضل من أجله بكل ما أوتينا من قوة وإرادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *