تمخّض مؤتمر بودابست فولد منصّة
بقلم المحامي فؤاد الأسمر
أمين التخطيط والتوجيه في حزب الوطنيين الأحرار
بتاريخ ٢٨-٢-٢٠٢٥ عُقِد مؤتمر في العاصمة الهنغارية بودابست تحت عنوان “مستقبل لبنان من حيث المنظور المسيحي”، ويهدف إلى إنشاء صندوق لدعم المسيحيين في لبنان.
إن هذا المؤتمر الغريب بتوقيته وخلفياته وعناوينه، والمنسوب تنظيمه الى وزارة الخارجية الهنغارية بالتعاون مع بكركي، حضرته أحزاب مسيحية بارزة منها القوات اللبنانية والتيار الحرّ وحزب الكتائب، إنما جرى تغييب أحزاب عديدة عنه، ذات تاريخ مشرّف في الحفاظ على لبنان والمسيحيين، ومنها الوطنيون الأحرار، تيار المردة، الكتلة الوطنية، إضافة إلى قوى ومرجعيات وقادة فكر مؤثرين في الوجدان المسيحي، ليتربع مكانهم في الصفوف الأمامية للمؤتمر بضعة انتهازيين لا وزن ولا قيمة لهم.
والأكثر أسفاً أن بعض هؤلاء العديمي الوزن والتمثيل سارعوا إلى محاولة سرقة واستغلال نتائج المؤتمر عبر إختلاق مهزلة مسماة “منصة المحافظين الجدد”، وقد غدر المنظمون بالمدعوين إلى جلسة الإعلان عنها، حيث اطلقوا مواقف متطرّفة، دون علمهم، مما استدعى ردود فعل مستَهجِنة من أكثر من جهة.
إن هذه المنصّة “بمنصّاويها” ليست إلا أسلوباً رخيصاً يجتر المناداة بحقوق المسيحيين لأهداف أنانية.
مما يوجب لفت عناية منظمي مؤتمر بودابست إلى أنه قبل إنشاء صندوق الدعم، يقتضي لزوماً تكليف اختصاصيين أو بالأحرى اخصائيين، لمعالجة غرائز وأمراض المسيحيين المستعصية والتي هي السبب الأساس لما وصلوا اليه من تقهقر وتحلل، وبظلّ استمرارها لن يجديهم نفعاً أي صندوق.
فهل تنكّر المجتمع المسيحي في لبنان لعمالقته ولفكر ونضالات الجبهة اللبنانية وجَنَحَ لاستبدالهم ببضعة “منصّاوين” ينتحلون صفة “المحافظين”؟