وفي الثالثة ثابتة جيشنا البطل يحسمها
بقلم المحامي فؤاد الأسمر
أمين التخطيط والتوجيه في حزب الوطنيين الأحرار
ليست المرة الأولى التي يتدفق فيها الآلاف إلى الشارع حاملين اعلامهم الحزبية وأعلام دولة غريبة ليجاهروا بعدائيتهم للبنان وسلطاته.
في العام ١٩٥٨ نزل الناصريون الى الشوارع والساحات معززين بآلاف المسلحين الأغراب الذين تسللوا من سوريا وفلسطين من أجل احداث فتنة دموية دعماً لحكم عبد الناصر وللجمهورية العربية المتحدة.
في حينه وقف الجيش على الحياد “منعاً من انقسامه”، فكان أن تدخل الجيش الاميركي لإنهاء الفتنة وتطبيق اتفاق أميركي مصري بتوّلي اللواء فؤاد شهاب الرئاسة الأولى.
سلّح الفريق الشهابي الفلسطينيين في العام ١٩٦٩، وتوالت الصدامات لحين انفجار ١٣ نيسان ١٩٧٥ حيث وقف الجيش على حياد “منعاً من انقسامه”، فكان ان تدهور الأمر إلى حرب دموية طويلة وطاحنة، قسمت الجيش، ودخل السوريون والاسرائيليون على خطها فتقاسم جيشهما الأراضي اللبنانية لعدة عقود.
مؤخراً يتكرر المشهد ذاته، سكوت السلطات اللبنانية السابقة عن تمادي حزب ايران وسلاحه، لتتوالى الأحداث مع عدوان أيلول ٢٠٢٤ واتفاق وقف إطلاق النار، فينزل هذا الحزب إلى الشارع رافعاً أعلامه الحزبية والإيرانية مطلقاً أبشع التعابير المذهبية والتحريضية ضد الدولة اللبنانية وسلطاتها.
المهم بالموضوع أن جيشنا البطل لم يقف اليوم على الحياد، بل تصدى للفتنة ونجح بلجمها.
الجيش هو الوحيد ضمانة الأمن والسلم الأهلي، وان تحييده عن مهامه هو الذي يؤدي إلى انقسامه وخراب البلد.
إن الدولة القوية الفاعلة عنوانها جيش قوي وسلطات دستورية صلبة وقضاء مستقل نزيه وفاعل. فهل نحن أمام صفحة ثالثة جديدة مختلفة في تاريخ لبنان؟