كتبت الصحافيّة رودا بدر في الأحرار نيوز : “شهادات من قلب جحيم تدمر: فيلم يوثّق عذابات المعتقلين في السجون السورية.”
كتبت الصحافيّة رودا بدر في الأحرار نيوز : “شهادات من قلب جحيم تدمر: فيلم يوثق عذابات المعتقلين في السجون السورية.”
في المركز الثقافي الفرنسي، تم عرض فيلم “تدمر”، الذي يروي قصة معاناة الأسرى في سجون تدمر السوريّة. هذا الفيلم الوثائقي يعدّ شهادة حيّة على الأساليب الوحشية والتعذيب الممنهج الذي تعرض له المعتقلون في هذه السجون، التي تعد من أسوأ أماكن الاحتجاز في التاريخ الحديث.
الفيلم يستعرض شهادات حيّة من محرّرين تمكنوا من الهروب من هذا الجحيم، حيث يشاركوننا تفاصيل مؤلمة عن معاناتهم اليوميّة داخل السجون. صور العذاب النفسي والجسدي التي يتعرض لها السجناء، من تعذيب جسدي إلى الإهانات المستمرة، تُبرز معاناتهم في مواجهة آلة القمع التي لا ترحم. كما يروي هؤلاء المحررون الصمود البطولي لبعض المعتقلين الذين لم يسمحوا للظروف الصعبة بكسر إرادتهم، بل ظلوا يتشبّثون بالأمل حتى لحظة الخلاص.المشاهد ليست مجرّد عرض سينمائي، بل دعوة للتفكير العميق في الظلم الذي تعرض له هؤلاء الأفراد، وتذكير للمجتمع الدولي بالممارسات التي يجب أن تتوقف بشكل قاطع.
شهادة المعتقلين عن سنوات من المعاناة تأخذ الحضور في رحلة عبر الألم والتحدي، وتضعهم أمام واجب مواجهة تلك الانتهاكات وعدم السماح بتكرارها. من خلال هذا العرض، يعكس المركز الثقافي الفرنسي التزامه بنقل هذه القصص الإنسانية المؤلمة من خلال الفن، ليس فقط كوسيلة للترفيه، ولكن كأداة لرفع الوعي الدولي حول قضايا حقوق الإنسان.التأثير الذي يتركه الفيلم لا يقتصر فقط على عرض معاناة الفرد داخل السجون، بل يتطرق إلى كيفية تأثير هذه التجارب على حياة هؤلاء المحررين بعد الخروج من السجن. كيف تكافح تلك الأرواح لتجد طريقها في المجتمع، وكيف تواجه تحديات نفسية واجتماعية لدمج تلك الذكريات المؤلمة في حياتهم اليومية.
إن عرض “تدمر” هو أيضًا فرصة للإشارة إلى أهمية الحفاظ على ذاكرة الشعوب في مواجهة الظلم، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. كما يفتح الفيلم حوارًا حول ضرورة دعم المجتمع الدولي للضحايا وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، من أجل مساعدتهم في إعادة بناء حياتهم.إن فيلم “تدمر” هو بمثابة صرخة ضد الظلم، وتذكير للعالم بأن النضال من أجل حقوق الإنسان يجب أن يستمر مهما كانت التحديات. إنه ليس مجرد فيلم، بل هو دعوة للعدالة، للشجاعة، وللنضال ضد القمع والظلم.
رودا بدر