”خَيار اللادولة والحاجة إليها”
في تصريح للدكتور بيار يونس، عضو المجلس السياسي في حزب الوطنيين الأحرار:
إن من تجاهل دور الدولة وسعى لتهميشها في أوقات السلم، واتخذ من نفسه مرجعية خارج إرادتها وسيادتها، لا يحق له اليوم أن يطالبها بالوقوف إلى جانبه في زمن الحرب والأزمات التي كان هو نفسه سبباً في إشعالها دون الرجوع إلى مؤسساتها وقراراتها.
لقد اختار هذا النهج أن يتجاوز الدولة ويهمشها في أوقات الهدوء، فكيف له الآن أن يطلب دعمها وسندها؟
إن لبنان ليس ساحة للمغامرات الفردية أو التحالفات الخاصة أو الإرتهانات العقائدية، ولا يجوز مطلقاً أن يدفع ثمن هذا العبث من وقف دائماً مدافعاً عن خيار لبنان فقط، وعن خيار الدولة فقط، وعن مصلحة هذا الوطن وسيادته.
من غير المقبول إطلاقاً أن تُستخدم الدولة درعاً لمن أسهم في تقويضها أو أن تتحمل عواقب قرارات لم تؤخذ في حضنها،
ومن غير المقبول إطلاقاً أن يدفع الثمن من آمن بلبنان فقط وبسيادة الدولة فقط،
فمن ارتضى إضعاف الدولة في السلم عليه أن يتحمل المسؤولية وحده في الحرب التي كان سبباً في إشعالها وفي دعوتها لحرق لبنان وتدميره دون أدنى اعتبار لسيادة الوطن وقراراته العليا،
ومن خان عهد السلم وسعى لتقويض أركان الدولة، لا يملك الحق الأدبي أو السياسي أو الأخلاقي أو القانوني في أن يطالب بدعمها حينما تغدو الأوضاع خارج سيطرته، وحين تحيط به العواصف التي استدعاها بإرادته ومشيئته.