بين الإستشهاد من أجل لبنان فقط والحروب بالوكالة
*بين الإستشهاد من أجل لبنان فقط والحروب بالوكالة*في تصريح للدكتور بيار يونس، عضو المجلس السياسي في حزب الوطنيين الأحرار،في الذكرى الأليمة لاستشهاد الرئيس داني شمعون وعائلته، نقف أمام رمز وطني تجسّد فيه الإخلاص المطلق للبنان والولاء لسيادته ومصالحه العليا. داني شمعون، الذي دفع حياته ثمناً لمبادئ العيش الحر والكرامة، كان مثالاً للوطني اللبناني الصافي الذي لم ينحنِ أمام إغراءات السلطة أو ضغوط الخارج. لقد قُتل مع عائلته لأنهم تمسكوا بحلم لبنان الحر المستقل، الذي يعيش فيه جميع أبنائه بسلام وكرامة، رافضين أن يكون لبنان ساحةً لصراعات الآخرين أو مسرحاً لحروب بالوكالة.واليوم, لبنان الذي يعيش في قلب أزمة تاريخية تهدد وجوده، يتعرض لحرب بالوكالة تخوضها الدويلة رغماً عن إرادة كل اللبنانيين، مستخدمة وطننا مسرحاً لصراعات لا علاقة لنا بها. هذه الحرب القاتلة، التي لا تخدم سوى مصالح الخارج، تقود لبنان إلى الدمار والتهجير والموت، وتضع مستقبل أبنائه على حافة الهاوية.إن ما نعيشه اليوم ليس سوى نتيجة كارثية لهذه السياسات الخاضعة للمرشد الخارجي، الذي يتلاعب بمصير اللبنانيين، مستغلاً دماءهم وأرواحهم لتحسين موقعه وتعزيز مقعده على طاولات المفاوضات الدولية. اللبنانيون ليسوا وقوداً لهذه الحرب العبثية، وبلدهم ليس ساحة لتصفية حسابات إقليمية. حان الوقت لعودة هذا الفريق إلى لبنانيته، ولقطع كل الارتباطات التي تجعل من لبنان رهينة لمشاريع خارجية لا تمت لمصلحته الوطنية بصلة.تطبيق القرارات الدولية لم يعد ترفاً، بل ضرورة ملحة لإنقاذ لبنان واستعادة سيادته كاملة. إنهاء وجود السلاح غير الشرعي وإخضاع الجميع لسلطة الدولة هو الخطوة الأولى نحو بناء لبنان حرّ ومستقل، ولا يمكن الحديث عن هذا الاستقلال دون الالتزام بمبدأ حياد لبنان، الذي يضمن استقراره ويحميه من صراعات الخارج، فالحياد هو الضمانة الوحيدة للحفاظ على تنوع لبنان، وعلى مبدأ “العيش معاً” الذي يشكل جوهر هويته.وإلى حلفاء الدويلة الذين انغمسوا في الفشل تلو الآخر، إن خضوعكم لإرادتها ومشيئتها لم يجلب سوى الخراب للبنان وتدهور الأوضاع على كل المستويات. لقد سقطتم في فخ التحالف مع من يجر لبنان إلى الدمار، وأصبحتم شهوداً وشركاء في هذا الفشل المدمر. آن الأوان لتعودوا إلى وطنيتكم الصافية، وتضعوا مصلحة لبنان فوق أي اعتبارات أخرى. مصالح الوطن العليا هي وحدها التي تستحق الولاء، وأي مشروع لا يخدم هذه المصالح لا مكان له في مستقبل لبنان.لن يكون هناك خلاص للبنان إلا حين يستعيد سيادته الكاملة ويعود إلى دوره الطبيعي كبلد حرّ، حيادي، يتسع للجميع ولا يخضع لإملاءات الخارج التي تمزّقه وتعرّضه للإنحلال المحتّم.