سقط القناع
١٤ تشرين الأول ٢٠٢٤. كتب الدكتور شربل عازار بعنوان، سَقَطَ القِناع.
كلّ التضامن الإنساني مع جميع منكوبي ومتضرري هذه الحرب المدمّرة على أمَل ألّا تطول.
أمّا بعد،
البيان اليتيم الذي صدر عن “الجَمْعَة الثُلاثيّة البتراء” في “عين التينة”، والتي ضمّت برّي وميقاتي وجنبلاط، تضمّن التالي:
-وقف إطلاق النار فوراً دون الربط مع حَرب غزّة.
-تنفيذ القرار ١٧٠١ بكافة مندرجاته.
-انتخاب فوري لرئيس الجمهوريّة دون رَبطِه بحوار برّي الرئاسي المُسبَق.
في اليوم التالي لصدور هذا البيان خَطَبَ المُرشِد الأعلى في إيران باللغة العربيّة معتبراً أنّ دعم حماس هو أمرٌ مقدّس وهو واجب على مقاتلي “حزب الله”.
ومِن ثُمّ حطّ وزير خارجيّة إيران في “عين التينة” ليقولَ لبرّي الأمر لي وليربطَ لبنان بغزّة.
وبعدها تراجع الرئيس برّي عن مضمون البيان الثلاثي واعتبر أنّ القرار ١٥٥٩ أصبح من الماضي ويجب نسيانه وأنّ القرار ١٧٠١ ألغى القرار ١٥٥٩. هكذا وبكلّ بساطة. وكذلك تراجع برّي عن فكرة انتخاب الرئيس بدون شروط وحوار مُسبق.
في السياق ذاته وحسب NBC, عيّن المُرشِد الإيراني مساعد قائد “فَيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني” محمد رضا فلاح زادة مُشرِفاً وَوَصيّاً على “حزب الله اللبناني”.
والبارحة، حلّ رئيس مجلس الشورى الإيراني ضيفاً على الرئيس برّي وأكّد له أنّه سيطرح قضية الشعب اللبناني في مؤتمر البرلمانيين في “جنيف” وكأنّه رئيس لبنان او وزير خارجيّته.
ماذا يعني كلّ هذا؟
يعني أنّ إسرائيل باستهدافها معظم قيادات الصفّ الأول في “حزب الله” قد أسقطت “القناع” عن الحقيقة القاتلة المتمثّلة بأنّ إيران هي القائدة الفعليّة والعملانيّة “للحزب” خاصّة أنّه مع كلّ تفجير أصاب قياديّاً من “حزب الله” سقط معه قائدٌ كبيرٌ من الحرس الثوري، ممّا يؤكّد أنّ إيران تستخدم “أبناء وطني” لمحاربة إسرائيل التي تبعد عنها أكثر من ألفي كيلومتر من أجل تحسين شروط إيران التفاوضيّة النوويّة والاقتصاديّة مع أمريكا.
ومع وضوح الحقيقة بأنّ إيران هي مَن تَحكُم وتَتَحَكَّم بمصير لبنان، أصبح الاختيار واجب.
انت مع إيران او مع لبنان؟
ولا أنصاف حلول.
السياديّون في معراب اصطفوا مع لبنان ودستورِه ومع ال ١٥٥٩ وال ١٦٨٠ وال ١٧٠١ ومع حصريةِ السلاحِ بيدِ الجيشِ اللبناني ومع تحييدِ لبنان عن الصراعات ومع تمتينِ العلاقات مع الدول العربيّةِ، خاصةً الخليجيّة منها ومع المجتمع الدولي بأسرِه.
واختار السياديّون أيضاً أنّ “لا غالب ولا مغلوب” في لبنان كما في رسالة النائب ستريدا جعجع الى الرئيس برّي، فكلّنا منتصرون في ظلّ دولة سيّدة حرّة مستقلّة.
النائب جبران باسيل كعادته “مضيّع” البوصلة، فهو لذلك اختار اللعب على الحِبال واختار الناقض والمنقوض كَمِثلِ “الدولة والمقاومة معاً”، وكما عادته “إجر بالبور وإجر بالفلاحة”،
فماذا عن باقي المنتظرين من تقليديّين وتغييريّين ومستقلّين ورأسماليّين ومتردّدين ومنتقدين ومسكونين بالماضي وغيرهم؟
عسى ألّا يتأخّر جوابهم.
ادارة موقع احرار نيوز غير مسؤولة عن ما كتب أعلاه، فهو يمثّل رأي كاتبه .