من الناصرية الى الممانعة – الخطيئة ذاتها
بقلم المحامي فؤاد الأسمر
أمين التخطيط والتوجيه في حزب الوطنيين الأحرار
عندما وصلت العدائية بين مصر والغرب إلى حافة الانفجار، وجه الرئيس كميل شمعون رسالة لعبد الناصر تتضمن المبادئ الأولية في السياسة الدولية، مفادها:
“١-ان الحروب بين الدول لا تجرّ إلا إلى الموت والدمار، وان تحقيق المصالح الوطنية لا يتم إلا من خلال الأطر السلمية والديبلوماسية.
٢-إن قوة الدول تتجسد بقوة علاقاتها الدولية وتأثيرها في مراكز القرار الدولي الأمر الذي تضمنه التحالفات الدولية.
٣-ان العلاقات المتينة مع الدول العربية والغربية وحدها توّفر الأمن والسلام لمصر ولبنان وتحقق ازدهارهما، وان العدائية تؤدي حكماً إلى عزلتهما وخسارتهما لصداقات قيّمة وإضاعة حقوقهما.”
لم يلتزم عبد الناصر بنصائح الرئيس شمعون فانتهى مهزوماً وكانت الحرب والوبال على مصر وشعبها.
واليوم يتكرر المشهد ذاته، تنهار قوى الممانعة بأسلحتها وإمكانياتها الضخمة على يد عدو بجيشه الجبان، وقدراته المحدودة في الأصل، على مستوى الجغرافيا والديمغرافيا، إنما قوته وسلاحه يستمدّهما من علاقاته وتأثيره بمراكز القرار الدولي، الأمر الذي أعطاه التفوق على كامل محيطه.
آن لنا أن نتعلم حقيقة مفهوم القوة، ونعيد بناء لبنان القوي بمؤسساته الدستورية وجيشه، وتحصينه بتحالفات دولية وطاقات أبنائه المنتشرين حول العالم وتأثيره في القرار الدولي.
آن لنا أن ننبذ لغة الحرب والعنف ونتبنّى ثقافة السلام والحوار والانفتاح على الشرعية الدولية، فهل من يقرأ ويتعظ من التجارب وحكمة العمالقة؟