ليلة قاسية عاشها أهالي الضاحية بحيث افترشوا طرقات بيروت.
في أعقاب أشد قصف تعرضت له العاصمة اللبنانية منذ عشرين عاماً، تتجلى في شوارع بيروت مشاهد مأساوية للنازحين الذين اضطروا للفرار من منازلهم دون أي وجهة واضحة. واستبقت ضربات الطائرات الإسرائيلية تحذيرات للمدنيين بإخلاء مناطقهم، لكن لم يتم توجيههم إلى أماكن آمنة.
وفي ليلة قاسية، افترش بعض النازحين الأرض بملابس النوم، بينما تجول آخرون بلا هدف بين السيارات المتوقفة في صفين. الطرقات التي كانت يومًا تعج بالحياة سُدت بآلاف المركبات التي تسعى للهروب من مناطق القصف، مما زاد من حدة الفوضى.
وخيّم بعضهم على الأرصفة، وعلى الممشى الخشبي المطل على البحر، في الأجزاء الغربية من المدينة، حيث فروا من الأحياء التي تعرضت للقصف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، ووجدوا أنفسهم محاصرين في مشهد مأساوي. وبينما تجاذب البعض أطراف الحديث، نام آخرون على المقاعد وعلى الأرض، في حين حمل النساء أطفالهن الصغار والرضع أو تجولوا بلا هدف في الشوارع، محاولين التكيف مع واقعهم الجديد.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم (السبت)، كانت الشوارع أكثر ازدحامًا من المعتاد، حيث ظلت المطاعم والمقاهي مفتوحة، تقدم الطعام والقهوة، بينما كانت صور الانفجارات تضيء سماء الليل على بعد أميال، وتومض على شاشات التلفزيون، مما يؤكد على الحالة المأساوية التي تمر بها المدينة.