الأحرار: ٦٦ عاماً من الثبات والوفاء
في الذكرى السادسة والستين لتأسيس حزب الوطنيين الأحرار، ننظرُ ببالغ الأسى إلى الوضع المزري الذي وصلَ اليه لبنان، نتيجةً لاستشراء الفساد وتغليب المصالح الخارجية والفئوية على المصلحة الوطنية العليا، وانحلال المبادىء والقيَّم التي طبعت رجالات الدولة الكبار في عصرٍ ذهبيّ مضى.
لا بد وأن نستذكر الرئيس المؤسس كميل نمر شمعون ومعه نخبة من السياسيين الطليعيين الذين أسّسوا في العام ١٩٥٨، بفضل فكرهم المتنوّر ونضالهم، هذا الحزب العابر للطوائف والمناطق. تطلّعاً منهم لغدٍ مُشرق.
واليوم، فإن حزب الوطنيّين الأحرار، الذي قدم على مدى عقود من تاريخ هذا الوطن الاف الشهداء وشهادةً في التعالي فوق المناصب والمصالح، ورفَعَ الصوت عالياً ضد الوصاية والاحتلال دفاعاً عن الحرية والسيادة، حتى انه كان يُضحي بذاته عند أيِّ خطرٍ محدق زوداً عن وحدة المجتمع وصوناً للوطن، يقفُ في هذه المناسبة مؤمناً بقُدسية مبادئه ومتشبثاً بها، وفي مُقدَمِها “لبنانُ وطنٌ نهائيٌّ لجميع ابنائه”، مع وجوب الابتعاد عن سياسة المحاور، وعن زجِّ لبنان في حروب الآخرين، والتزام الحياد في إطار التضامن بين الدول العربية. مع التشديد المطلق على مناهضة كل محاولات الهيمنة والتسلط والاستقواء بالخارج ورفض العقائد المستوردة التي في جوهرها تذويب الكيان اللبناني ومحو هويته.
إن حزب الوطنيّين الأحرار الذي درج على الثبات والوفاء على مدى ٦٦ عاماً، يُعاهد كل لبناني حرّ ومؤمن بقيامة هذا الوطن، انه سيبقى وإياه يعمل ليبقى”لبنان الأزلي السرمدي” راسخاً في قلوبنا وعقولنا، وفي غدٍ افضل، بإذن الله.