أخباراخبار يوميةالمجلس السياسيالوطنيون الأحرارمحليات

شيخ سامي : “القصة” في نظام غير قابل للحياة

بقلم المحامي فؤاد الأسمر
أمين التخطيط والتوجيه في حزب الوطنيين الأحرار

حكمة قديمة تقول: “إذا اكتَشَفت انك تركب حصاناً ميتاً، فان افضل استراتيجية هي النزول عنه”.
لا يختلف اثنان على ان خطاب الشيخ سامي الجميل في جلسة الثقة بحكومة الرئيس نواف سلام كان باهراً بعمقه ووطنيته، وقد سلّط الضوء على “قصة” كل مجموعة حضارية في لبنان ودعا إلى التفاهم على قصة وطنية واحدة تحترم جميع القصص الصغيرة.
انما تجاهل خطابه جوهر الأزمة وهو النظام المركزي الذي لم يحترم النسيج التعددي للمجتمع كما أرسى قاعدة تقاسم الحصص ومغانم الدولة بين زعماء الطوائف.
فانتفى، مع هذا النظام، الانتماء للبنان الوطن وحلّ مكانه الانتماء للطائفة – الزعيم، وجعل من “القصة اللبنانية” غير قابلة للحياة.
ان النظام المركزي هو الحصان الميت الذي يمتطيه اللبنانيون خلف زعماء، عندما يتفقون ينهبون المحاصيل وعندما يختلفون يدمرون البلد ويقودون “قصصه” لحروب دموية.
مئات الجلسات الحوارية السابقة فشلت، ليس بفعل السلاح غير الشرعي والأجندات الخارجية فحسب، بل الأخطر، بفعل جراح الماضي الكثيرة والنازفة.
إن الحوار الناجح والبنّاء يجب أن ينطلق من نبذ التكاذب والمصالح الأنانية، ومن مصالحة جدية جامعة تشمل الاعتراف بالأخطاء المتمادية والتوبة عنها، وصولاً إلى التعلم من تجارب الدول.
فالدول ذات الثقافات المتعددة والتاريخ الصدامي انتهت إلى نتيجة من اثنين، إما التقسيم وإما إقرار النظام الاتحادي الذي يحمي وحدة الدولة ويضمن التعايش والتفاعل الإيجابي بين قصصها ويحقق القصة الوطنية المنشودة، وهذا ما نادى به الرئيس كميل نمر شمعون منذ خمسين عاماً.
من منطلق احترامنا العميق لشخصكم وفكركم شيخ سامي، لماذا الإبهام في طرح الحلّ عندما تعرفون الإجابة وقد ناضلتم سنيناً في سبيلها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *