شارك حزب الاتحاد السرياني العالمي في المؤتمر الذي افتتحه وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو بعنوان “مستقبل لبنان من المنظور المسيحي” في بودابست، بمشاركة أحزاب لبنانية وممثّل عن البطريرك الراعي.
شارك حزب #الاتحاد_السرياني العالمي في المؤتمر الذي افتتحه وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو بعنوان “مستقبل لبنان من المنظور المسيحي” في بودابست، بمشاركة أحزاب لبنانية وممثّل عن البطريرك الراعي. وقد مثّل الحزب ورئيسه إبراهيم مراد الدكتور أمين إسكندر، الذي ألقى كلمة باسم الحزب جاء فيها:باسم حزب الاتحاد السرياني ورئيسه السيد إبراهيم مراد، أودّ أن أعبّر عن امتناننا لحكومة هنغاريا وشعبها لاستقبالنا اليوم لمناقشة آفاق وجودٍ مسيحيٍّ حرٍّ ومزدهرٍ في لبنان.منذ إنشاء دولة لبنان الكبير عام 1920، واجه هذا الكيان رفضًا من قبل بعض الجهات التي اعتبرته كيانًا مصطنعًا ومناقضًا لفهمها للعالم ولرؤية الأمّة أو الخلافة بلا حدود. وقد بدأت المجازر ضدّ المسيحيين منذ عام 1925، رغم الوجود السياسي الفرنسي والتفوّق العسكري.لا شكّ أن المسيحيين ارتكبوا أخطاءً، فقد سعوا للقبول في محيطهم بالتخلّي عن لغتهم السريانيّة، وتاريخهم، وحلفائهم التاريخيين، وأحيانًا عن هويّتهم. هذا التنكّر لجذورهم وحلفائهم وواقعهم لم يؤدِّ إلّا إلى إضعافهم بشكل أكثر خطورة.لم تتوقّف المؤامرات التي حيكت من القوى المجاورة لتدمير لبنان. فمن مصر الناصريّة، إلى سوريا البعثيّة، إلى الفدائيين الفلسطينيين، ثمّ إلى الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، بُذلت كلّ الجهود لتغيير ديمغرافيّة لبنان والقضاء على مسيحييه.وقد استُخدمت جميع الوسائل لتحقيق ذلك:أولًا: المجازر والتدمير الكامل للقرى وحتى المدن، مثل مجزرة الدامور عام 1976.ثانيًا: احتلال سوري دام 30 عامًا، منع عودة السكان الأصليين وسهّل توطين سكان جدد من غير المسيحيين.ثالثًا: عدم الاستقرار المستمر والإفقار الممنهج، ممّا أجبر الطبقة الوسطى ذات الأغلبيّة المسيحية على الهجرة.رابعًا: فرض دستور جديد في الطائف، ينصّ على الهويّة العربيّة الحصريّة للبنان، ما أدّى إلى إنكار ثقافته، وجعل الأجيال المسيحية الشابّة تشعر بأنّها غريبة في أرضها التاريخيّة، فدُفعت إلى الهجرة.خامسًا: تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية والمناصب المسيحية الأخرى في الدولة.سادسًا: تجنيس مئات الآلاف من السكان العرب الذين لا يستوفون الشروط القانونيّة للحصول على الجنسيّة، والذين لا ينتمون إلى ثقافة لبنان وتاريخه.سابعًا: تشجيع الفساد على جميع المستويات وفي كافّة القطاعات، ما أدّى إلى انهيار الاقتصاد والقطاع المصرفي بالكامل عام 2019.ثامنًا: تفجير العاصمة المسيحية الوحيدة في المنطقة الممتدّة من طنجة إلى بكين عام 2020، ما أدّى إلى تدمير ما بناه المسيحيون على مدى قرون، من مدارس وجامعات ومتاحف ومستشفيات ومختبرات وقطاع سياحي، ونمط حياة متوسطي حديث. هذا التفجير، إلى جانب الأزمة المفتعلة عام 2019، تسببا في فقدان لبنان لأكثر من 80% من شبابه المسيحي.لقد أصبح انعدام التوازن الديمغرافي بين المسيحيين والمسلمين أمرًا مستحيل التراجع عنه، وبات السلاح الأساسي الذي يستخدمه الإسلاميون لتهديد الوجود المسيحي. تتمثّل استراتيجيتهم الجديدة في استغلال القيم الغربية الحديثة للقضاء على المسيحيين، إذ يطالبون بالديمقراطية ويدعون إلى العلمانيّة وإلغاء الطائفيّة، لتمكينهم من إلغاء أيّ حصص مخصّصة للمسيحيين في المناصب الحكوميّة والإداريّة، وبالتالي السيطرة الكاملة على السياسة والثروة في البلاد.الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذه الاستراتيجيّة الشيطانيّة هي تجنّب الانخراط في معركة الأعداد، والانتقال إلى الفيدراليّة الجغرافيّة-الثقافيّة. فالفيدراليّة تجعل الأرقام بلا تأثير، وتمنح التنوّع حقه دون أن تتعارض مع التعايش، كما تنصّ عليه العقيدة الاجتماعيّة للكنيسة الكاثوليكية في مبدأ “التبعية” (Subsidiarity).وسيتمّ تناول هذا الموضوع بمزيد من التفصيل اليوم من قبل السيّد إياد جورج البستاني.ولكن للوصول إلى هذا النموذج الجديد من الحكم، من الضروري أيضًا الحفاظ على ما تبقى من الديمغرافيّة المسيحية في لبنان، من خلال تطوير مشاريع مستدامة، مثل:- تأمين فرص عمل في القرى الريفيّة، من الصناعات الزراعيّة إلى البرمجيات والتكنولوجيا.- إنشاء مشاريع سكنيّة للأزواج الشباب.- اللامركزيّة في إنتاج وتوزيع الكهرباء.- تعزيز قطاع التعليم ودعم المدارس والجامعات.- تقديم المنح الدراسيّة داخل لبنان فقط.- اللامركزيّة في الضرائب، التي يتمّ دفعها بشكل رئيسي من المناطق المسيحية بينما تُنفق بالكامل تقريبًا في مناطق أخرى.-من الضروري أيضًا مساعدة لبنان على تحقيق السلام، سلام عادل ومتوازن مع جميع جيرانه. فهدف الإسلاميين، مهما كانت انتماءاتهم، هو الإبقاء على حالة عداء دائمة تعزل المسيحيين عن العالم. هذه التكتيكات ابتكرها العثمانيون واستُخدمت لمحاكمة المسيحيين عسكريًا بتهمة التواصل مع “العدو”، الذي كان في ذلك الوقت فرنسا. ولا يزال هذا النهج متبعًا حتى اليوم، حيث يُنظر إلى كلّ مسيحي كخائن محتمل، وما زال نهج هذه المحكمة العسكرية قائمًا لهذا الغرض.لبنان بحاجة إلى دعم العالم الحرّ بأسره. لبنان بحاجة إلى دعم العالم المسيحي.هنغاريا، أنتم صوتنا اليوم، وأنتم أملنا.شكرًادولة الرئيس فيكتور أوربان،شكرًا، معالي الوزير بيتر سيارتو،شكرًا، السيّد الأمين العام لشؤون مساعدة المسيحيين المضطهدين، ترستان أزبج،وامتناننا العميق لهنغاريا على كلّ ما قدّمته من دعم لشعبنا المسيحي.