أخباراخبار يوميةالمجلس السياسيالوطنيون الأحرارمحليات

أحزاب لبنان الفاشية عاجزة عن بناء الدولة

بقلم المحامي فؤاد الأسمر
أمين التخطيط والتوجيه في حزب الوطنيين الأحرار

تتميّز الأحزاب الفاشيّة بنزعتها القومية العنصرية وتعصّبها، وبتمجيد القائد إلى حدّ التأليه، بهرميتها العامودية، وباعتمادها العنف والسطوة على الإخرين كجزء من عقيدتها التي ترفض الآخر وتعتبر أن الأقوى له الحق بإزاحة وحتى بإلغاء الآخرين.
من الوقوف على هذه الخصائص يتبين ان الاحزاب اللبنانية الفاعلة تنطبق بهرميتها وعملها على النموذج الفاشستي مع نزعة مذهبية متعصّبة، وتقوّقعها ضمن المذاهب المتصادمة مع بعضها البعض حيث تشكّل الأحزاب أذرعها العسكرية.
كما وأن محازبيها يؤلهون الزعيم بوصفه “ظل الله على الأرض” مهما كانت عيوب هذا الزعيم فاضحة وبغض النظر عن فساده وعن النكبات التي ألحقتها سياساته الفاشلة بحق أتباعه وبيئته.
في حين ينعدم وزن هؤلاء المحازبين في القرار المركزي الحزبي، وتسقط الديمقراطية لمصلحة تيوقراطية الزعيم.
والواقع ان دستورنا اللبناني، الذي يعاني من الانفصام في هويته، حيث يتبنى النظام المركزي وفي الوقت ذاته يعتمد الميثاقية المذهبية المتناقضة معه، هو أحد المسؤولين عن هذه الحالة المَرَضِيّة ونتائجها.
وبالتالي إن التجربة الحزبية الفاشية في لبنان، أثبتت عقمها وعجزها عن إقامة وطن وارساء حياة سياسية طبيعية فيه، وساهمت بوضع لبنان على فوّهة البركان وكانت الأساس في عملية التدمير الذاتية على مختلف الصعد.
فهل المطلوب أن يبقى لبنان محكوماً بالهستيريا والموت أم حان الوقت لتغيير المشهد وإعادة النظر بالدستور وببنيّة وخطاب الأحزاب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *