اخبار يومية

مؤتمر صحفي للجبهة السياديّة من أجل لبنان : أزمة النزوح السوري وخطرها على الكيانيّة اللبنانيّة.

*مؤتمر صحفي للجبهة السيادية من أجل لبنان : أزمة النزوح السوري وخطرها على الكيانيّة اللبنانيّة.*

في إطار سعيها لمواجهة التٍّحديات الوطنيّة الكبرى، عقدت “الجبهة السياديّة من أجل لبنان” مؤتمرًا صحفيًا هامًا، أطلقت من خلاله دعوة ملحّة لعودة اللاجئين السوريين غير الشرعيين إلى وطنهم، مُشيرةً إلى أن وجودهم يشكّل خطرًا وجوديًا على الكيانيّة اللبنانيّة. وفي هذا السّياق، شارك في المؤتمر عدد من الشخصيّات السياديّة البارزة، كان في مقدّمتهم منسّق عام الجبهة السياديّة كميل جوزيف شمعون، عضو الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور جوزيف جبيلي، رئيس حزب حركة التغيير المحامي إيلي محفوض، ورئيس بلدية القاع بشير مطر. كما حضر المؤتمر ممثّلون عن الأحزاب والشخصيات المنضوية تحت لواء الجبهة، ود.لينا الجلخ ممثّلة عن حزب الكتائب، ليُجمعوا على ضرورة اتّخاذ خطوات جادّة لمواجهة هذا التّحدي الأمني والاقتصادي والاجتماعي الذي بات يهدّد لبنان في صميمه.

افتتح المؤتمر رئيس حركة التغيير المحامي *إيلي محفوض* مهاجمًا التصريحات المستفزة لمستشار المرشد الإيراني “علي أكبر ولايتي”، التي أكّد فيها دعم “حزب الله” واستمراريّته في “المقاومة” بدعوى تأييد غالبية الشعب اللبناني له، في وقت حسّاس حيث استقبلت المملكة العربيّة السعوديّة رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة وأصدرت بيانًا يؤكّد على تطبيق اتّفاق الطائف، بسط سيادة الدولة، وحصر السّلاح بيدها. واعتبر محفوض أن هذه التصريحات تتناقض مع واقع لبنان كدولة ذات سيادة.وأشار محفوض إلى ردّ الرئيس جوزاف عون على الوفد الإيراني بأنه “لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه”، مؤكدًا ضرورة تطبيق القرارات الدوليّة بما في ذلك القرار 1701. كما تناول محفوض أزمة الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، داعيًا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى التحرك الفعلي لمعالجة هذه القضية، مؤكدًا أن حلّ هذه الأزمة سيعزز العلاقات بين لبنان وسوريا.

*جوزيف جبيلي*، عضو الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، اعتبر أن النّزوح السوري يشكل “خطرًا وجوديًا” على لبنان، مؤكدًا أن حزب القوات يتصدّر الجهود لمعالجة هذا الخطر. ولفت إلى أنّ لبنان يستضيف مليون ونصف نازح سوري، مما رفع عدد سكانه بنسبة 30% في بلد يعاني من الاكتظاظ. كما تحدث عن تداعيات النزوح على الاقتصاد، بما في ذلك زيادة البطالة إلى 40% وخسائر تقدر بـ 6 مليارات دولار سنويًا، بالإضافة إلى الضغط على القطاعين الصحي والكهربائي. وأشار إلى تأثير وجود السوريين في المدارس الرسميّة على التعليم اللبناني. على الصعيد الأمني، ذكر جبيلي ارتفاع الجرائم، بما في ذلك اغتيال باسكال سليمان من قبل مجموعة من النازحين السوريين، مؤكدًا أن القوات اللبنانية تطالب بترحيل السوريين.

رئيس بلدية القاع *بشير مطر* شدّد على ضرورة تطبيق خطاب القسم وضبط الحدود اللبنانية السورية بشكل فعّال، في ظل الفلتان الأمني الناتج عن التعديات المستمرة على الحدود. وأشار إلى أنّ بعض الأشخاص يعبرون الحدود يوميًا، مما يؤدي إلى فوضى تهدّد الأمن، حيث يذهبون إلى سوريا لتناول العشاء ثمّ يعودون إلى لبنان للإفطار. كما أشار إلى الاشتباكات الأخيرة في القاع بين مؤيّدي النّظام السوري ورافضيه، ممّا يعكس الانقسام في المنطقة. ولفت إلى أهميّة ترسيم الحدود بسرعة لمعالجة الوضع الذي يشكّل تهديدًا للأمن اللّبناني.

في بيان الجبهة السياديّة من أجل لبنان حول أزمة الوجود السّوري غير الشرعي، أكّد منسّق الجبهة *كميل شمعون* أنّ لبنان يعاني من أزمة كبيرة نتيجة اللجوء السوري الكثيف بعد اندلاع الثورة السورية. وأوضح أن هذا الوجود السوري قد تحول إلى عبء ثقيل على جميع المستويات، مما يهدد استقرار لبنان وأمنه. كما لفت إلى الفوضى الناتجة عن عدم ضبط الحدود، مشيرًا إلى التواطؤ الداخلي والخارجي الذي زاد الأزمة تعقيدًا.وأعربت الجبهة عن قلقها من العواقب الوخيمة في حال استمرار التراخي في معالجة هذا الملف، مذكّرة بتجربة اللجوء الفلسطيني التي كانت كارثية على لبنان. وطالبت الجبهة الحكومة اللبنانية بتشكيل خلية أزمة تضم قيادة الجيش والأمن العام للتعامل مع هذا الملف. كما دعت إلى وضع خطة عاجلة بالتنسيق مع السلطات السورية لإعادة السوريين إلى بلادهم، مؤكدة أنه في حال حدوث أي تأخير، يجب أن يتبعه تنفيذ خطة بديلة تضمن الترحيل الفوري للسوريين عبر الحدود اللبنانية-السورية، مع ضمان أن الأمم المتحدة والحكومة السورية تتحملان المسؤوليّة في معالجة هذا الوضع.

تقرير : رودا بدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *