اخبار يومية

الرئيس عون في الرياض اليوم وغدًا في القاهرة: بداية جديدة لترميم العلاقات العربيّة وعودة لبنان إلى محيطه.

كتبت الصحافيّة رودا بدر في الأحرار نيوز : الرئيس عون في الرياض اليوم وغدا في القاهرة: بداية جديدة لترميم العلاقات العربية وعودة لبنان إلى محيطه.

في خطوة دبلوماسية بالغة الأهمية، يسعى الرئيس اللبناني جوزاف عون، خلال زيارته الحالية إلى المملكة العربية السعودية، إلى إعادة تنشيط العلاقات اللبنانية مع الدول العربية، في مرحلة حساسة وذات تحديات متعددة. تعد هذه الزيارة خطوة محورية نحو تفعيل الدور اللبناني في الساحة الإقليمية، وتُظهر رغبة لبنان الجادّة في تعزيز التواصل مع أشقائه العرب، في وقت يحتاج فيه إلى دعم سياسي واقتصادي كبير من المنطقة والعالم.

*إعادة بناء الجسور بين لبنان والسعودية*

لطالما كانت العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية محورية للبلدين، وقد مرّت هذه العلاقات بتقلبات كثيرة في السنوات الأخيرة. ولكن الزيارة الحالية للرئيس عون إلى الرياض تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يتطلع لبنان إلى استعادة علاقاته مع دول الخليج، لاسيما السعودية، بعد فترة من الجمود السياسي والمشاكل التي عصفت بالمنطقة.تسعى هذه الزيارة، التي تتميز بحسّها السياسي والدبلوماسي الرفيع، إلى إطلاق ما يمكن أن نسمّيه “العودة العربية” للبنان. فالمملكة تعتبر لاعبًا أساسيًا في صياغة السياسات الإقليمية، ولا شك أن استعادة التنسيق مع السعودية سيسهم في عودة لبنان إلى محيطه العربي بشكل قوي ومؤثر.

*تحقيق التوازن في السياسة الخارجية*

الرياض، كعاصمة لأكبر دولة في منطقة الخليج، تلعب دورًا بارزًا في تشكيل المواقف السياسية والاقتصادية في العالم العربي. لهذا السبب، فإن زيارة الرئيس عون إلى السعودية تحمل في طياتها رسالة قوية من لبنان بأن هذا البلد يريد إعادة التوازن إلى سياسته الخارجية بعد سنوات من التهميش على الصعيد العربي.لقد كان لبنان بعيدًا عن المحيط العربي في بعض الأحيان، بسبب الأزمات الداخلية والتدخلات الإقليمية التي أثرت على استقراره. ولكن مع الرئيس عون، هناك تحول نحو العودة إلى سياسة الاعتدال والانفتاح على جميع الأطراف العربية بما يضمن المصالح الوطنية ويحقق الاستقرار الداخلي.

*ترميم العلاقات اللبنانية المصرية*

بعد اختتام زيارته للرياض، سيتوجه الرئيس عون إلى القاهرة، حيث سيحمل ملفًا دبلوماسيًا آخر. إذ تمثل مصر قوة إقليمية فاعلة في السياسة العربية، ومن الطبيعي أن تكون مصر جزءًا أساسيًا في أي استراتيجية لتوثيق العلاقات اللبنانية العربية. هذه الزيارة تأتي أيضًا في وقت تتسم فيه العلاقات المصرية-اللبنانية بالتطورات الإيجابية، ولعل هذه الخطوة تكون حافزًا لتعميق التعاون في عدة مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والسياسة.لبنان ومصر يملكان تاريخًا طويلًا من التعاون السياسي والتجاري، ومن المتوقع أن تتناول محادثات الرئيس عون مع القيادة المصرية العديد من القضايا الملحة، منها التحديات الاقتصادية والتهديدات الأمنية، بالإضافة إلى كيفية تعزيز التعاون في مجال محاربة الإرهاب ودعم استقرار المنطقة.

*عودة لبنان إلى مركزه العربي*

هذه الزيارات، التي يخصص الرئيس عون جزءًا كبيرًا من وقته من أجلها، تؤكد أهمية سياسة الانفتاح على الجيران العرب، التي باتت ضرورية لإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي في قلب العالم العربي. زيارة الرياض ثم القاهرة ليست مجرد زيارات بروتوكولية، بل هي فرصة للبنان لتغيير مساره في الساحة الإقليمية، ولإعادة بناء علاقات متوازنة وقوية مع دوله الشقيقة. فلبنان يحتاج اليوم إلى دعم دولي وعربي أكبر لمواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها شعبه، ومن دون شك، يشكل تعاون لبنان مع دول الخليج ومصر عنصراً أساسياً لتفعيل هذه الجهود.

*ختامًا: رؤية رئيس الجمهورية عون*

أمام هذا المشهد السياسي المتسارع في المنطقة، يبرز دور الرئيس عون كقائد يسعى لبناء علاقات خارجية فعّالة تضمن مصالح لبنان وتحفظ استقراره. إن هذه الزيارة إلى الرياض والقاهرة تمثل بداية مرحلة جديدة للبنان، مرحلة من العمل العربي المشترك الذي سيكون له أثر كبير على المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد. إذًا، هي خطوة نحو “العودة العربية” الحقيقية التي تفتح الباب أمام لبنان ليكون جزءًا فاعلاً في البناء المشترك لشرق أوسط أكثر استقرارًا وأملاً، بعيدًا عن الارتباك والفتن.من الرياض إلى القاهرة، ولبنان يشق طريقه نحو مصالحة مع محيطه، من خلال سياسة منفتحة على الجميع، وهدفها الأسمى هو استعادة مكانة لبنان بين الدول العربية، وتحقيق العيش الكريم لشعبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *